الشعوب بين اليقظة والضياع،،،،د. خالد البلوي
يحدد مالك بن نبي في كتابه ” مشكلات الحضارة: شروط النهضة”
وجهين من الإستعمار يؤثران في الحضارة وهما:
أ- معامل الإستعمار: “العامل الخارجي”: وهو الإستعمار الخارجي المباشر الذي فرض ويفرض على الشعوب، وهو عامل سلبي، خدع الشعوب وزيّن لها الإحتلال على أنه المنقذ لها، ويجد “بن نبي” أن التعامل مع هذا العامل أخذ شكلين؛ الأول: عندما تعامل معه البعض سياسياً مطالبين بالحقوق التي سلبها وهضمها الإستعمار فقط، وأغفلوا الواجبات الملقاة على عاتقهم للتخلص منه، فكان في ذلك مأساة الشعوب، أما الثاني: فقد تعامل معه آخرون من باب وفائهم بواجباتهم كشعوب ترغب في الخلاص من الإستعمار، ففازوا بالحقوق، أمثال غاندي، ومع ذلك فهو يؤكد على أن هذا المعامل هو من أيقظ الشعوب من سباتها.
ب- معامل قابلية الإستعمار: وهو “العامل الداخلي” المزروع في الأنفس كإستجابة وأثر للعامل الخارجي، فالإستعمار يريد للبطالة أن تتعاظم ليستفيد من العمالة الرخيصة، ويسعى للتجهيل من أجل مزيد من الإستغلال، ويريد للإنحطاط الخلقي أن يستشري في المجتمع ليحارب الفضيلة، ويريد التشتيت ليتحقق الفشل الإجتماعي والثقافي والسياسي، ويعتبر هذا النوع هو أخطر من النوع الأول والذي يجب الخلاص منه أولاً، وعلى راي أحدهم؛ بأننا إذا تمكنّا من أخراج المستعمر من أنفسنا يمكننا حينها أن نخرجه من ديارنا.