اخبار اقتصادية

مزارعو “بيت أمر” في الخليل يشكون إتلاف الإسرائيليين محاصيلهم

اشتكى مزارعون فلسطينيون في بلدة “بيت أمّر” شمال مدينة الخليل من اعتداءات على محاصيلهم من طرف مستوطنين إسرائيليين من مستوطنة “كرمي تسور” المجاورة لأراضيهم.

وفوجئ المزارعون بتلَف محاصيل القمح عند اقتراب موعد حصدها، وذلك لأن المستوطنين رشّوها بمواد ومبيدات سامة جعلتها فاسدة.

وقال المزارع سمير صليبي لكاميرا الجزيرة مباشر، اليوم الجمعة، إن “المحصول تسمّم ولم يعد صالحًا لإطعام الأغنام حتى”.

ومضى صليبي إلى أنه هو وباقي المزارعين عملوا سنة كاملة لحصد محصولهم الذي هو مصدر دخلهم الوحيد، ليكتشفوا أن أيادي المستوطنين عبثت به وأفسدته.

وأوضح المزارع أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها أراضي البلدة المحاطة بالمستوطنات الإسرائيلية للاعتداء، إذ يتكرر الأمر كل سنة.

وقال صليبي للجزيرة مباشر إن قوات الاحتلال تلقي عليهم قنابل غازية لطردهم من أراضيهم بحجة “حماية أمن المستوطنين” مما يؤدي لاشتعال النار في المحصول.

مزارع فلسطيني في الخليل أتلف المستوطنون محصوله السنوي (الجزيرة مباشر)
وأفاد أن المستوطنين يعرقلون وصول المزارعين إلى أراضيهم ويخربون محصولهم، بهدف الاستيلاء على الأراضي لتوسيع المستوطنات، وأن عددًا كبيرًا منهم هجر أرضه لهذا السبب.

وأضاف أنهم يمنعون الأغنام أيضًا من الرعي، مشيرًا إلى أنه “إذا بقي الحال على ما هو عليه فإن الاحتلال سينجح في الاستيلاء على المزيد من أراضي البلدة كما فعل منذ عام 1982”.

وأكد المزارع أن المحصول هو دخلهم الوحيد على مدار السنة، إذ يعيشون بجزء منه ويخصصون آخر للزراعة ويطعمون منه أغنامهم.

وسجل وجود تقصير من قبل الجهات الفلسطينية المسؤولة، التي لا تستجيب لشكاوى المواطنين ولا تحاسب المستوطنين؛ مما يفتح أمامهم المجال لتكرار اعتداءاتهم. وقال إنهم متشبثون ومتجذرون في أرضهم وسيعودون لزراعتها كل سنة رغم مضايقات المحتلين.

بدوره، قال المزارع مؤمن أبو مازن، لكاميرا الجزيرة مباشر “لاحظنا أن المحصول بدأ يتلف وأن هناك شيئًا غير طبيعي يحدث، لنكتشف أنه مرشوش بمادة سامة”.

وأفاد المزارع أن هذه المبيدات ستؤثر في التربة أيضًا وتجعلها غير صالحة للزراعة، وهو ما يكبد المزارعين خسارة هائلة.

بلدة بيت أمر شمال الخليل محاطة بالمستوطنات الإسرائيلية من كل جهة (الجزيرة مباشر)
وقال محمد عياد الناشط في بلدة “بيت أمّر”، إنه ليس الاعتداء الأول ولن يكون الأخير من المستوطنين الإسرائيليين بحماية ومساندة من جنود الاحتلال في جميع المناطق القريبة من المستوطنات، وإن جميع الأراضي الزراعية في بيت أمر تتعرض للإتلاف إذ يعمد المستوطنون في بعضها إلى ضخ المياه العادمة على المزارع.

ومضى عياد إلى أن بلدة “بيت أمر المحاطة بالمستوطنات، منكوبة إذ يقام برج عسكري على مدخلها، وهو بمثابة سجن للمواطنين الفلسطينيين، إذ يُغلق جنود الاحتلال أبوابه لأيام كلما أرادوا”.

وتساءل الناشط كيف للمواطن الفلسطيني أن يصمد في وجه المستوطنين وجيش الاحتلال وحماية أرضه دون دعم من حكومته.

وبموجب القانون الدولي، تُعَد جميع المستوطنات في الأراضي المحتلة “غير شرعية”، وقالت الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة إن توسيعها “ينتهك” قانون حقوق الإنسان.

ويتوزع نحو 725 ألف مستوطن في 176 مستوطنة كبيرة و186 بؤرة استيطانية عشوائية بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، حسب بيانات لهيئة شؤون الاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
المصدر : الجزيرة مباشر